اسير الاحزان
عدد الرسائل : 212 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
| موضوع: ( عوائق المعرفة ).... الأربعاء يوليو 09, 2008 4:54 pm | |
| عوائق المعرفة تعد المعرفة من أهم أركان البناء الثقافي للفرد والمجتمع وبات جليا للعيان الحرب المعلوماتية والتسلح المعرفي لدى الدول المتقدمة لأنه بقدر ما تملك من كمية معلومات ومعارف تستطيع أن تفرض سيطرتك وهيمنتك على الأخرين من الناحية الفكرية لا العسكرية ! ولأن الشبكة العنكبوتية أضحت من مصادر المعلومات ومغذيات المعرفة العامة فإننا كي نستفيد من هذه المعارف يجب علينا أن ننقي المعرفة من أبرز سلبياتها وعوائقها وسوف أستعرض ( بعض عوائق المعرفة وأمراضها ) بالتفصيل تارة بالإيجاز تارة أخرى لنسعى سويا من خلال هذا المقال للاستفادة من المعرفة على أتم وجه أول السلبيات التي تحول دون الاستفادة من المعرفة ( اليقين المطلق ) وهو أن يظن الإنسان أن فكره قد أحاط بكل شيء وأن علمه قد حوى كل شيء فلذلك لديه يقين مطلق أن ماخالف فهمه دائما خطأ فيصدر حكما على شيء وفق خارطة ذهنية مشوهة عن الأمر ويكتفي بالنظر من زاوية واحدة للموضوع ولذلك يقول الأستاذ إبراهيم البليهي في مقال له بعنوان : الثقافة بين المفهوم العلمي والاستخدام العربي ( إن الحكم المسبق وتوهُّم المعرفة اللذين اعتدنا عليهما هما من أشد عوائق المعرفة الحقة ومن أقوى حصون الجهل المركَّب فهما يستبقيان التصورات الخاطئة كما هي ويمنعان القارئ من محاولة اكتشاف أي معنى جديد ) زاوية حروف وأفكار جريدة الرياض الأحد 27/1/1427هـ 26/2/2006م العدد 13761 ثاني هذه السلبيات ( التفكير الارتغابي ) وهو مصطلح أطلقه الأستاذ ( مرتضى معاش ) في مقاله ( ملاحظات منهجية لاستكشاف أفات التفكير ) وفسر هذا المصلح بقوله : هو نوع الذي توجهه الرغبات لا الوقائع و هو نقيض التفكير الواقعي الذي يبذل جهداً في معرفة الوقائع ثم يقصر نشاطه العقلي عليها. و هذا النوع من التفكير من المشكلات الاساسية التي تعرقل حيوية الأمة و تقدمها بل أنه يقودها للتراجع و التخلف . وهذا الذي نهى الشرع المطهر عنه في إتباع الهوى والجدال لأجل الباطل . ثالثا ( الذاتية ) و الذاتية التي تصطبغ بها المعرفة هي داء عضال تفتك بالمعرفة لذلك يقول الأستاذ يحيى السيد عمر في افتتاحية العدد ( 6 ) من مجلة الأفكار الذكية في مقال بعنوان ( ثمار المعرفة وأكاليل النجاح ) ومن أمراضها – أي المعرفة - أيضاً الذاتية في تناول الشأن المعرفي، وهي بذلك، لا تستقيم أبداً طالما أنها تدير ظهرها للموضوعية ضاربةً بعرض الحائط المنطق السليم، فتراها تتكئ على المنطق الذاتي الأعرج، وتدفع عن نفسها بالعناد فتنأى عن الصواب والحقيقة وتغوص في دوامة الأوهام وأكاذيب الغرور وإغواء الكمال ... وربما السبب الرئيس لظهور مثل هذه السلبيات الإهمال الحقيقي في بناء الذات الإنسانية وفق المبادئ الصحيحة وذلك من خلال النهج الرباني القرآني وتربية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – فهي أسس تربوية متينة يستطيع معها الفرد التعاطي المعرفي والفكري والاندماج الحضاري مع باقي الثقافات التي تحيط به ومن يتتبع الإفحام الفكري للمشركين من خلال الأيات القرآنية الكريمة يستشعر قيمة أن تكون المعرفة متحررة من الجمود والفكري لأن العجز الفكري لدى المشركين جعلهم يرفضون الرسالة المحمدية الصافية الواضحة والداعية إلى التوحيد بعلل واهية مثل( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) (البقرة ، 170). وكذلك نجدها في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة بعد الإسلام حين وجد بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيئا من التوراة فأخذه منه ثم مزقه وذلك حماية لدين عمر في المقام الأول و هدم لأي حاجز معرفي قد يحول بينه وبين فهم الإسلام لأن عمر رضي الله عنه يعلم أن الإسلام جاء مكملا للشرائع الأخرى فمن تمسك به لا يضره جهله بباقي الديانات. أيضا نجد البناء المعرفي السليم يتضح من خلال الدعوة إلى العلم والتعلم في القرآن الكريم والحديث الشريف لأن العلم يدحض الشبه ويلغي الأحكام المسبقة ويقضي على الذاتية بل يحذر من بعض المعارف السوداء التي لا تسمن ولا تغني من جوع كالشعوذة والكهانة . ختاما لقد أتاحت لنا تقنيات هذا العصر فرصة عظيمة لنبني أنفسنا ومجتمعاتنا وكذلك نساهم في بناء من حولنا على مبادئ المعرفة السليمة التي تزيد من التفاعل الإيجابي مع الحياة وتطويرها إلى مكان يزخر بالعلم والمعرفة بدلا من تنامي معدلات الجهل والأمية التي تفتك بكثير من دول العالم الإسلامي | |
|